سورة الحجر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{قَالَ} لوط لهم {إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي: أنا لا أعرفكم.
{قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ} أي: يشكُّون في أنه نازلٌ بهم، وهو العذاب، لأنه كان يوعدهم بالعذاب ولا يصدقونه.
{وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ} باليقين. وقيل: بالعذاب {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}.
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ} أي: سِرْ خلفهم {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} حتى لا يرتاعوا من العذاب إذا نزل بقومهم.
وقيل: جعل الله ذلك علامة لمن ينجو من آل لوط.
{وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} قال ابن عباس: يعني الشام. وقال مقاتل: يعني زُغَر وقيل: الأردن.
{وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأمْرَ} أي: فرغنا إلى آل لوط من ذلك الأمر، أي: أحكمنا الأمر الذي أمرنا في قوم لوط، وأخبرناه: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ} يدل عليه قراءة عبد الله: وقلنا له إن دابر هؤلاء، يعني: أصلهم، {مَقْطُوعٌ} مستأصل، {مُصْبِحِينَ} إذا دخلوا في الصبح.


{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ} يعني سدوم {يَسْتَبْشِرُونَ} بأضياف لوط، أي: يبشر بعضهم بعضًا، طمعًا في ركوب الفاحشة منهم.
{قَالَ} لوط لقومه {إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي} وحقٌّ على الرجل إكرام ضيفه {فَلا تَفْضَحُونِ} فيهم.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ} ولا تخجلون.
{قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} أي: ألم ننهك عن أن تضيف أحدًا من العالمين.
وقيل: ألم ننهك أن تُدخل الغرباء المدينة، فإنا نركب منهم الفاحشة.
{قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي} أزوجهن إياكم إن أسلمتم فأتوا الحلال ودعوا الحرام {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} ما آمركم به.
وقيل: أراد بالبنات نساء قومه لأن النبي كالوالد لأمته.
قال الله تعالى: {لَعَمْرُكَ} يا محمد أي وحياتك {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ} حيرتهم وضلالتهم، {يَعْمَهُونَ} يترددون.
قال قتادة: يلعبون.
رُوِي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما خلق الله نفسًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما أقسم الله تعالى بحياة أحد إلا بحياته.


{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} أي: حين أضاءت الشمس، فكان ابتداء العذاب حين أصبحوا، وتمامه حين أشرقوا.
{فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال ابن عباس: للناظرين.
وقال مجاهد: للمتفرسين.
وقال قتادة: للمعتبرين.
وقال مقاتل: للمتفكرين.
{وَإِنَّهَا} يعني: قرى قوم لوط {لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} أي: بطريق واضح.
وقال مجاهد: بطريق معلم ليس يخفى ولا زائل.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}.
{وَإِنْ كَانَ} وقد كان {أَصْحَابُ الأيْكَةِ} الغيضة {لَظَالِمِينَ} لكافرين، واللام للتأكيد، وهم قوم شعيب عليه السلام، كانوا أصحاب غياض وشجر ملتفٍّ، وكان عامة شجرهم الدَّوْم، وهو المُقْل.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10